الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

هنروح فين؟- تانى مقال حمزة نمرة - جريدة التحرير




انتظرنا هذا اليوم بفارغ الصبر.. فهو لم يعد «الويك إند» التقليدى، كما كان فى الماضى.. لم نعد نطوف اليوم بطوله حول القاهرة، مرددين نفس الحوار إياه… «هنروح فين؟».. «المطعم الفلانى».. «لا، زهقت منه بجد».. «خلاص المول العلانى».. «مافيهوش لعب أطفال».. «يبقى النادى».. «هنتقرف فى ركنة العربية».. وهكذا إلى أن يهدينا الله إلى مطعم ما أو مول نقتل فيه ما تبقى من اليوم ثم نعود.
نزلنا من البيت مسرعين، لم نركب السيارة لأن المسرح قريب و«الطفطف» مسلّى أكثر ويقف أمامه مباشرة.. مسرح حى المعادى المشيّد على الطريقة اليونانية! يا لها من فكرة رائعة، كثيرا ما دعوت لذلك الشخص الذى فكر فيها، وأراحنا من ملل الويك إند، وأضاف مزيدا من البهجة والسعادة والثقافة إلى حياتنا كمصريين..
كان إنشاء مئات المسارح الرومانية الصغيرة فى كل مناطق وأحياء المدن، كالقاهرة والإسكندرية، قرارا ثوريا بحق.. لقد أحدثت هذه المسارح نقلة نوعية فى مسار الثقافة والفن.. حتى أصبح عاديا أن تجد عشرات المبدعين من أبناء الحى الواحد يتسابقون على تقديم الأرقى والأمتع على مسرح الحى الصغير.. فعندنا مثلا فى حى المعادى حضرنا الجمعة الماضية مسرحية غاية فى الروعة والقيمة والإضحاك، قدمتها مجموعة من «كوميديانات الحى» الذين أتوقع لهم نجاحا كبيرا فى المستقبل.. والجمعة قبل الماضية كان هناك حفل لشاعر أبكانا بكلماته التى ألفها فى ذكرى رحيل والدته، فوقفنا نصفق له أكثر من دقيقة كاملة..
اليوم سيكون رائعا بالتأكيد، فبداية الحفل مجموعة رقصات جنونية مرحة، يشارك فيها كل الأطفال الحاضرين -منظر ولدين وهما يقفزان كالضفادع يقتلنى من الضحك- ثم يليها عرض ساخر لأحد البارعين فى الانتقاد السياسى والاجتماعى «تسبب أحد عروضه فى تقديم استجواب أدى إلى إقالة أحد الوزراء!».. يليه فريق موسيقى ينتظر الجميع حفلاته كل شهر.. و..
«حاسب!».. انتفضت كالملدوغ لأتفادى الميكروباص الذى توقف فجأة.. يبدو أنه رأى جنيها على الأرض وجب لمّه..
عدت إلى أرض الواقع.. وكعادة كل ويك إند، أهيم مع عائلتى وسط زحام القاهرة.. باغتتنى زوجتى بالسؤال إياه «هنروح فين؟».. تنهدت.. وحوقلت.. ثم قلت..
«المطعم الفلانى».
وسلام!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نرحب بكل محبى فن حمزه نمرة..